الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

-1

لا أدرى كيف واتتنى الجرأة.  فتحت باب الغرفة دون استئذان على غير عادتى..كانت أمى جالسة على السرير تقرأ قرآن الفجر.
" أنا خلاص مش عايزة أسافر! "
نظرت الىّ مبتسمة فى سخرية ثم حولت نظرها للمصحف.
"ماما...
-..صدق الله  العظيم..ها ؟
مش عايزة أسافر خلاص
خلاص ماتسافريش! "

ذهلت..شعرت بغصة و سكتت. جلست و سألت فى أسى:

"و الفيزا و تذكرة الطيران؟ دة السفر بكرة!
-انتِ اصلا عايدة علينا بخسارة من زمان يا مى."

ابتسمت فى شجن و أسلمت نفسى للبكاء..ما المشكلة؟ لقد رغبت فى هذا التبادل الثقافى منذ سنين..و لكن الهند! لقد اردت السفر لاوروبا..و المدة 45 يوم ! يغلبنى الحنين للقاهرة و منزلى و الشوارع و الجيران عندما اكون فى الاسكندرية لخمس أيام..ماذا سأفعل فى 45 يوم فى الهند وحدى ؟!
كيف أقضى رمضان بعيدا عن عائلتى؟ فى الهند نسبة من المسلمين و لكنى واثقة أنى سأفتقد روح الشهر و سكونه..رمضان القاهرة لا مثيل له !

حقائبى معدة و مغلقة بالأقفال..الملابس التى سأرتديها نظيفة مكوية و موضوعة بعناية على كرسى المكتب المقابل لفراشى..جواز السفر و النقود فى حقيبة اليد و قلم و نوتة صغيرة كتبت فيها أرقام هواتف اثنين من الهنود من المفترض أن اقابلهم و أرقام مصرية مهمة و رقم السفارة المصرية فى الهند تحسبا.

"ماما أنا مسافرة"

لم ترد علىّ. أعطتنى حضنا و قبلة و شربنا آخر رشفات من الماء قبل آذان الفجر..اقترح أبى أن أفطر فمازال أمامى على الأقل 10 ساعات حتى أصل الى الهند لم أقبل و لم أمانع..فقط سأنتظر و أرى ان احتملت الصيام.
لم ننم. سهرنا أبى و أمى و أختى و أنا نجتر الذكريات.. لم يكن ذلك حكيما بكل الأحوال..بكينا جميعا و أدركنا أنه باقى من الزمن ساعات قليلة و أكون فى مطار القاهرة قاصدة بلاد ظننت أنها تركب الأفيال.

هناك 5 تعليقات: