السبت، 23 أبريل 2011

أنا

نعم انا افضل ركوب القطار على استقلال طائرة حتى عند توفر الامكانية.
نعم انا احب السفر كثيرا و لكنى لا استطيع الابتعاد عن منزلى اكثر من خمسة ايام .
انا اذهب بكامل ارادتى و اقص شعرى قصا مبرحا على الرغم من حبى للشعر الطويل.
نعم انا اسمع " Les feuilles mortes " بشكل مبالغ فيه لأنها تعيد الىَ ذكرياتى القديمة مع اصذقاء ذهبوا بلا عودة..و ان عادوا فلا اعتقد انى قد اقبلهم من جديد , و لكنى اسمعها .
انا من ترفض الكثير من عروض الحب و تسير فى الطرقات تغنى بصوت منخفض " انا دبت و جزمتى نعلها داب من كتر التدوير ع الاحباب..."
انا كذلك من كان يقصدها صلاح جاهين حين قال " انا قلبى مزيكا بمفاتيح من لمسة يغنى لك تفاريح..مع انى مافطرتش و جعان و معذب و متيم و جريح "..و انا من كان يقصدها محمود درويش حين قال " بداخلى شرفة لا يمر بها احد للتحية " .
انا اعتقد احيانا اننى عشت هذه الحياة من قبل و ان الامر اكبر بكثير من مجرد " deja vu " كما يظن البعض .
انا من تبتسم لمن يوصل الطعام الى المنزل و انا من تتحدث مع عساكر المرور...
انا التى انشأ علاقة صداقة مع سيدة لطيفة فى سيارة مجاورة اثناء اشارة مرور طويلة..و انا ذاتها التى تجد صعوبة فى التعامل مع الكثيرين.
انا اسمع " يا نسيم الريح " يوميا عدة مرات ليس لأن موسيقى و غناء مارسيل خليفة رائعين و كلمات الحلاج تمس القلوب مباشرةً و حسب و لكن لانها تبكينى كثيرا ايضا .
و نعم انا اضحك ملئ قلبى و فمى مع انى اعرف جيدا مدى بلاهة ضحكتى.
انا التى تكتب كثيرا ما لا استفادة منه و مع ذلك لا تتوقف عن الكتابة.
انا التى قد تبذل كل جهدها فى اصلاح حياتك بينما تعجز حتى عن ترتيب جدول اعمالها اليومية البسيطة .
انا التى لن يفوتك الكثير ان لم تعرفنى و لكنك لن تندم ابدا ان فعلت .

الأربعاء، 6 أبريل 2011

موضوع نسبى ككل المواضيع

ما زلت اشعر برغبة ملحة فى نوم اطول , فأربع ساعات لشخص اعتاد ان ينام اثنى عشر ساعة او اكثر تعتبر قيلولة..و مع ذلك اريد فتح هذه النافذة لتدخل اشعة الشمس تطهر غرفتى و تزودنى بفيتامين ب ... اتخذ خطوات سريعة متحمسة تجاه النافذة  , ثم اتراجع .. اتسرقنا من قيل بسبب فتح هذه النافذة المطلة على حديقة صغرة كان بها اول و اخر شجرة زرعتها بيدى..قرر الجيران قطع شجرتى لانها تسهل وصول اللصوص للأدوار العليا ... فى الواقع عمارتنا تعرضت للسرقة مرات عدة , حتى انا لم اسلم منها فقد فقدت هاتفى الجوال بالطريقة ذاتها..اتقهرت..ليس فقط لتعلقى به او وسواس  الاحتفاظ بالرسائل او صور اخر رحلة لدريم بارك , و لكنه احساس سخيف فعلا ان تشعر انك مسلوب , منهوب , مسروق..ناهيك بالطبع عن اهمية الهاتف الجوال فى الحياة اليومية .. لقد ادركت بالفعل اننا لا نشعر بقيمة ما لدينا حتى نفقده , فالخروج من المنزل بدون هاتف كالخروج منه بدون حذاء و ذلك احساس سخيف كذلك .
اتجهت مرة اخرى الى الشباك و فتحته , فنور الشمس يستحق المخاطرة و احيانا المعاناة , و بصوت ليس منخفضا قلت " على فكرة انا مش خايفة يعنى..عايز تسرق اسرق اصلا "..بعد تمعن , احسست انه سيكون لصا يدعو الى الشفقة , ماذا سيسرق من غرفتى يا حسرة ؟!
القيت نظرة فاحصة على غرفتى العزيزة , فوجدتها بالفعل كنز كبير...
بها كتبى التى احبها و تؤنسنى ليلا.." نانيس " اقرب الدمى الى قلبى..صورتى مع اختى حين لم تكن قدمينا تصل الى الارض فى وضع الجلوس .. زجاجة العطر التى احبها و احب من اهداها الىّ ... السترة الصوفية التى صنعتها لى جدتى رحمها الله بنفسها....
على رغم من شعورى بالخوف على ممتلكاتى الغالية , لم اغلق النافذة..و نسيت فى تلك اللحظة كل ما يتعلق برحلة فينيسا , و الكاميرا الNikon D3X و الصيد فى المحيط الهادى و القبلة عند ال tour eiffel و كل احلامى الاخرى , و رأيت ما بين يدى فعليا.
ثم يأتى الشعور بالخوف..عموما ذلك الاحساس معتاد بالسبة الى..انا خائفة معظم الوقت لسبب غير مبرر بدأت استنتج انه الخوف من الفقد..عندما تتيقن تماما ان لكل شىء نهاية تدرك حجم المأساة فى بعض الحالات...
فى نظرى القليل من الخوف ليس شيئا سلبيا..على الاقل انت تدرك انه ما زال لديك ما تخاف عليه..او تخاف من فقده...
الى جانب ذلك الشعور ينتابنى الشعور بالحنين لشخص لا اتذكر ملامحه جيدا..لرائحة اخترقت انفى اثناء نومى فايقظتنى..و احيانا لمكان لم تطأه قدمى بعد...
المستفز فى الأمر , ذلك الاحساس فى الرغبة فى الرجوع و كأننى فى سفر طويل..اريد العودة الى البيت و انا بداخله اصلا..عايزة اروَّح..بس اروَّح فين اكتر من كدة ؟!
ما يجعلنى اتقبل الامر بصبر و هدوء , قصص الغربة التى اسمعها من حين لاخر..و اهو اللى يشوف بلاوى  الناس تهون عليه بلوته .
و لكن ترى من يكون صاحب البلوى الكبرى فى هذه الحياة ؟
من ذلك المبتلى الأسوأ حظا من الجميع ؟
ثم اعود و اتذكر ان الفكرة ليست فى البلوى و انما فى طريقة تعامل المبتلى مع البلوى..موضوع نسبى ككل المواضيع..
اللعنة على اينشتاين اذا !
و اللعنة على نيوتن بالمرة..ذلك الرجل بتاع التفاح الذى نجح بمهارة فى تفتيت اخر ذرة اعجاب فى نفسى بالرياضة و الحساب !