الجمعة، 5 نوفمبر 2010

وأكلت المعكرونة و بكيت

! معكرونة من فضلك

تشعرنى بالسعادة ,تذكرنى به دوما...كان يأكلها يوم رأيته أول مرة...
تعثر و تلعثم بكلمات غير مفهومة مادا يده اليمنى غير النظيفة وهو يمسح ما علق على شفتيه و المناطق المجاورة لها من بقع الصلصة.
كنت فى غاية الاحراج , لم أكن اعرف سواها..عندما لمحتنى اكل فطيرتى مندسة فى ركن من اركان المطعم بمفردى , اصطحبتنى الى طاولتهم...اربع كراسى شبيهة بالكرسى الذى جلست عليه , تشغلها فتاة صدقيتها و فتى و هى..و هو.
لم أره بعدها تقريبا..لم أره سوى فى حفل خطبتهما..هى و هو.
كانت تتحدث عنه كثيرا و لم أعرف انه هو نفسه اكل المعكرونة .
حرصت على حضور الحفل حتى لا أثير الشكوك أو بالأحرى حتى أراه.
كان أنيقا و قد خف شعره و حلق ذقنه و زادت الpapillion من ملامح الطفولة فى وجهه..كان يبدو - للأسف - سعيدا و تلك الساذجة أيضا , كانت تبالغ فى انشكاحها و كأنها أول و اخر المخطوبات و كأنه سيحتملها للأبد و يبقى بجانبها حتى عندما تصبح عجوزا شمطاء بطيئة الحركة و الفهم و الملاحظة , مجعدة  الجبين و الرقبة , مكرمشة اليد , بشعر رمادى خفيف.

ها هى المعكرونة الرائعة...لا أكاد أراها حتى أدب شوكتى فى قلبها و كأنى أطعنه..بل أطعنها هى...
كلما لامست تلك الخراطيم المعكرونية الناعمة لسانى تذكرت وجهه يوم رأيته فى المطعم , و كلما تذكرت ذلك اليوم , تذكرت اليوم البائس الذى اعطى لعلاقتهما اسما...حقدت عليه و على الساذجة ..
دببت شوكتى من جديد فى الطبق , مغلولة , مكتومة الدمع فأشفقت لحالى - و أخيرا -بكيت .

هناك تعليق واحد:

  1. اعتقد انو عنده نزعة طفولية وليست عدوانية مليئة بالفطرة والحماس حتى عند وصفهاوهية مسنة احسست بمرارته...اشعر بالشفقة تجاه ولاكن يا صاحبى هذا هو حال الدنيا ليست كلها لك

    ردحذف