الخميس، 24 فبراير 2011

Flashback

ماج كبير من النسكافيه البلاك مع أمنية دفينة أنتظرها كل شتوية بأن تخضع الدنيا و تشتى ياسمين .
نعم , اعترف ان قراءة سورة الكهف يوم الجمعة فى البلكونة لها مذاق خاص , و خصوصا عندما تلحقها دعوات صادقة صادرة من الخافق التعب , و احساس داخلى بايماءة سماوية مطمئنة بأن كل شئ سيكون على ما يرام .
فى توقيت كهذا , يمتلئ عقلى بالخواطر المتسلسلة التى لا رابط بينها على الاطلاق .
فى البداية ذلك السؤال الذى يشغلنى طوال الوقت : " ترى كم شخص فى هذا العالم يفكر فى هذه اللحظة بالذات فيما أفكر فيه فى هذه اللحظة بالذات ؟ "
افكر حاليا فى طفولتى مقارنة بطفولة ابناء خالى الصغار من ناحية عقلية الجيل ليس الا..أفكر فيما يعتبره البعض براءة و ما يظنه اخرون سذاجة...و لكن فعلا , كيف صدقت أمى عندما كانت تقول لى ان العصفورة اخبرتها اننى تركت سندويتشاتى خلف الشجرة و كنت اراقب العصافير حتى امسك بتلك العصفورة الفتانة التى اطلعتها على أمرى..تلك العصفورة الحمقاء التى لم تعرف اننى تركت سندويتشاتى خلف تلك الشجرة حتى تأكل هى و أصدقاؤها العصافير.
عندما جربت حيلة العصفورة قالت لى مع ابن خالى , صدمت فى نفسى و طفولتى , فقد كان رد الفعل نظرة تحمل الكثير من معانى الشفقة و الصدمة و السخرية و نظرة تساؤلية ملحقة بها " انتِ عبيطة ؟! "
و انتقالا من طفولتى الى مرحلة شباب متقدمة لم تحن بعد..شعر طويل و رجيم قارس دائم للحفاظ على تلك الصورة التى قفزت فى بالى فى هذه اللحظة..أظن اننى شأظل ذائما أحب اللونين الأبيض و الأسود فيما يتعلق بالملابس...ربما سألجأ الى الكعب العالى..على الانسان ان يتجاهل الألم اذا أراد ان يحظى بالقليل من الاعجاب بنفسه .
و مع رشفة نسكافيه عميقة  ارجع بتفكيرى قليلا , فأتذكر د.أحمد بدران ! الحقيقة اشتقت اليه كثيرا...كان على عكس ما يرى الجميع بما فيهم الممرضات , كان شخصا لطيفا..بغض النظر عن ردوده الحادة و قلة صبره و دخوله ملطخا بالدماء غرفة العمليات مطالبا اياى بالصمت " عشان يخلص " , فقد كان ينادينى " كوكو " و هذا كافى لافتقاده .
حياة الانسان بعد العمليات الجراحية ليست سيئة كما اكتشفت..تكون قد عرفت من يكترثون لأمرك حقا , تدرك كثيرا قيمة الحياة التى كادت تسلب منك , تعود لأكل الجبنة الرومى و الجمبرى بلا خوف و كأنك تأكل لأول و اخر مرة , و حصل على الكثير من الورود و الهدايا .
لا تزال هناك وردة من بين تلك الورود المهداة الىّ فى كتاب لا تحزن الذى كان ضمن أجمل هدايا ما بعد العملية .
"ترى كم شخص يتلقى الورود فى هذه اللحظة؟ " " كم شخص ينتظر ان يبعث احدهم اليه وردة ؟ "
اتذكر كلامى مع أول صديق أخذ رغبتى فى ان يبعث احدهم لى جوابا على محمل الجد , و أول صديقة تقوم بهذا الأمر من أجلى و ترسل الىّ واحدا...يزيد احساسى بالامتنان الدائم الى رحمة الله و شدة لطفه و يزيد طرديا معه احساسى بأن واجب الانسان تجاه نفسه ان يتمسك بأى ذكرى تجعله يبتسم .
من المؤسف ذائما ان تفكر فى وجع الحياة و لكنك احيانا تتصبر بيقينك بأن هناك شخص ما فى مكان ما فى هذا العالم يبحث عنك انت .